عداوة الكفار للمؤمنين
قال الله تعالى : ((يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا بِطَانةً مِن دُونكم لا يَألُونكم خَبالاً ودُّوا ما عَنِتُم قد بَدَتْ البَغْضَاءُ من أفواههم وما تُخْفي صدُرُهم أكبر)) ، آل عمران : 118 .
في هذه الآية الكريمة ينهى الله – تبارك وتعالى – عباده المؤمنين – في كل زمان ، ومكان – عن اتخاذ المنافقين ، والكفار أولياء ، وأصدقاء أصفياء يكون لهم ما يكون للأصدقاء من واجبات وحقوق ؛ لأنهم لن يدّخروا جهداً في إلحاق أشدّ الضّرر بالمؤمنين ؛ لأنّ دينهم الغشّ والخداع ، والمكر شعارهم ودثارهم ، وإنْ أبدوا خلاف ذلك ؛ فإنّ عداوتهم ظاهرة بما يُنطقهم الله به على ألسنتهم ، وبإصرارهم على كفرهم ، وتكذيبهم ، وضلالهم ، وعداوتهم على الدّين . ومع هذا : فما تُخفيه صدورهم ، وما يُضمرونه للمؤمنين من البغض والعداوة أكبر وأعظم ممّا بدا وظهر على ألسنتهم . وفي الآية زجر عن الركون إلى الكفار والوثوق بهم ، واصطفائهم من دون المؤمنين الموحّدين ؛ فالكفر ملّة واحدة ، وعداوتهم للدّين باقية بقاء الدنيا ما داموا على كفرهم . وقد تواترت الدّلالات على مدار التاريخ – قديمه وحديثه – ما يُبيّن أنّ ما أخبر الرّب – سبحانه – به في هذه القضية هو الحق الذي لا مِراء فيه ، والشواهد كثيرة : فمن فتنة الخوارج وحرب الرِّدّة التي تصدّى لها الصّدّيق أبو بكر – رضي الله عنه – وما مرّ من أحداث في خلافة عمر وعثمان وعليّ – رضي الله عنهم – مروراً بالحملات الصليبية التي استمرّت قرنين من الزمان ، ثم جاء بعدها الاحتلال العسكريّ (الاستعمار) لبلاد المسلمين . ولا تزال حملات النَّيْل من الإسلام ، ومن نبيّه – صلى الله عليه وسلم – مستمرة إلى يومنا هذا ، وإلى أنْ يرث الله الأرض ومَن عليها ، ومع هذا لا يزال بعض أبناء ملّتنا يتعاموْن عن الآيات التي بيّنها لنا ربنا – جّل ثناؤه – عمّا تضمره ضمائر أعدائنا ، فإلى متى الغفلة وكتاب الله بين أيدينا ؟!
شادي السيّد
للامانه منقول من موقع صيد الفوائد