عدد الرسائل : 199 العمر : 35 الموقع : www.saadadel.alafdal.net تاريخ التسجيل : 10/01/2009
موضوع: مفردات غير عربيه(كيف دخلت فى اللغه) الأربعاء 21 يناير 2009 - 16:31
مفردات مثل "بلطجي" و "عربجي" و ماجاء على وزنها .. هي مفردات تركية الأصل، واللاحقة "جي" في اللغة التركية تدلّ على الحرفة والمهنة .. والملاحظ أن معاني بعض الكلمات ومدلولاتها يتغيّر مع الزمن ويكتسب أبعادا أخرى لم تكن في استخدامها الأصلي ..
البلطجي : تعبّر هذه الكلمة عن معاني سلبية، وأصبحت مرتبطة بالشر والإعتداء والإجرام .. ومن يوصف بأنه "بلطجي" فهذا يعني أنه شرير ويعتدي على الناس ويلحق الأذى الجسدي بهم .. ولكن أصل هذه الكلمة يختلف عن المدلول الحالي .. جاء في مُعجَم "العاميّة المصرية والتعبيرات الشعبية للصناع والحرفيين .. " للمؤلف سامح فرج مايلي :" كلمة "بلطجي" تعني حامل البَلْطة باللغة التركية(والبلطة فأس يُقطَع بها الخشب ونحوه)، وأنه في عهد الدولة العثمانية كان الجنود "البلطجية" - بمعني حاملي البلطة - يتقدمون القوات الغازية يقطعون الأشجار بالبلط ويشقون طريقا أمام القوات المتقدمة وكان دورهم أيضا عمل فتحات أو هدم أجزاء في جدران الحصون والقلاع حتى تقتحمها قوات المشاة.." .. ويستطرد المؤلف قائلا :"ولم تكن كلمة بلطجي تحمل معاني سيئة، حتى أن أسماء البعض كانت مشابهة لها مثل (بلجه جي مصطفى باشا) الذي كان واليا على مصر قبل الدولة العثمانية 1752 - 1755، وفي عصر محمد علي والي مصر كانت قوات البلطجية موجودة في الجيش، ولكن في الثلث الأول من القرن العشرين أصبحت كلمة "بلطجي" صفة سيئة وتعني الشخص المستهتر الأقرب إلى الفتوات في الحياة الشعبية في فترات سابقة، حتى وصل الأمر لصدور قانون في السنوات القليلة الماضية "لمكافحة أعمال البلطجة وترويع الآمنين" لتصبح كلمة "البلطجي" في نهاية الأمر مرادفا للمجرم.."
العربجي : العرْبَجي هو سائق العربة "الكارّو" التي يجرّها الحمار تحديدا، أي الحمّار .. أما ساق العربة "الحنطور" التي يجرها الحصان فيقال له "الأسطى" .. ولكن لماذا أصبح وصف "العربجي"يستخدم مجازا للدلالة على الشخص السيء الأخلاق البذي اللسان المتدنّي السلوكيات .. ؟! تشرح الكاتبة صافيناز كاظم هذا الموضوع في كتابها "تاكسي الكلام" وتقول :" كان العربجي يعايش الحمار، يؤاكله ويشاربه ويبيت معه أحيانا .. وبسبب تلك البيئة كان مضطرا أن يكون ضيق الخُلُق غضوبا، فاقدا للسيطرة على ألفاظه. فهو شتّام ينتقي أقذع الأفاظ، ويلقي بالصفات الشائنة والنعوت الفاحشة التي تمسّ الأعراض وتعاير بالعاهات، ويتلمّظ لإنزال الناس عن أقدارهم، ويفتخر بعجزهم عن مباراته في السوقيّة والإبتذال والبذاءة .." ولماذا لانجد هذه "الزعارة" وسوء الأخلاق عند "الأسطى" سائق الخيل .. ؟؟ تواصل صافيناز كاظم حديثها قائلة :" سألتُ سائق حنطور في مرّة :لماذا الذي يسوق الحمار هو وحده العربجي ؟ فأجابني :لأنه لامؤاخذة قاعد طول النهار يشتم حمارُه، ويقول له شي يابتاع الكلب حا .. وكلام تاني وِحِش .. إنما احنا نسوق الخيل .. تقدر تقول للحصان بِم .. ماتخلصشي ! قلتُ مستفهمة: "إزاي؟" قال سائق الحنطور :الحصان لازم يتدلّع، ماء نظيف، أكل نظيف، سكّر، طبطبة، لازم يستحمّى، لازم تسرّحه، ياه .. حكاية الحصان ! .. أمّال ليه المثل بيقول :"لسانك حصانك إن صنته صانك وان هنته هانك ؟ .. عرفتِ بقى إزاي لازم اللي يسوق الحصان مايكونشي عربجي ؟" ..
لكم مني أرق التحايا كردوس متواجد حالياً أضافة تقييم إلى كردوس تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس